تونس وروندا: علاقات ثنائية تتجدد برؤية مشتركة نحو المستقبل

✍️ بقلم: يسري تليلي

في خطوة جديدة تعكس عمق التفاهم وتطابق الرؤى بين تونس ورواندا، تلقت رئيسة الحكومة التونسية، السيدة سارة الزعفراني الزنزري، اليوم الثلاثاء 17 جوان 2025، مكالمة هاتفية من نظيرها الرواندي السيد إدوارد نجيرينتي، تم خلالها استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق أرحب للتعاون في مجالات متعددة.

المكالمة لم تكن مجرّد بروتوكول دبلوماسي، بل عكست إرادة سياسية قوية من الطرفين للمضي قُدُماً في تطوير الشراكة التونسية الرواندية، خاصّة في ظل التحديات التنموية والاقتصادية المشتركة التي تواجهها القارة الإفريقية. وقد أكد الجانبان على استعدادهما الكامل لتطوير المبادلات التجارية بين البلدين، عبر الاستفادة من الآليات التي تتيحها كل من السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (COMESA) ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، مما يفتح آفاقًا واعدة أمام المستثمرين من كلا البلدين.

كما لم تغب الطاقات المتجددة والتحول الطاقي عن جدول المكالمة، حيث تم التأكيد على أهمية استكشاف فرص التعاون في هذه المجالات الاستراتيجية، خاصة وأن البلدين يواجهان نفس التحديات المتعلقة بأمن الطاقة وتغير المناخ.

وذكّرت رئيسة الحكومة التونسية بنجاح التجربة التونسية في رواندا، خصوصًا في مجال توزيع الكهرباء والمياه، حيث لعبت كل من الشركة التونسية للكهرباء والغاز الدولية للخدمات والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه الدولية دورًا بارزًا في إنجاح مشاريع حيوية في رواندا. كما كانت للشركات التونسية في مجال البناء والأشغال العامة بصمتها المميزة في تطوير البنية التحتية الرواندية، وهو ما اعتبرته الزعفراني نموذجًا للتعاون الإفريقي الفاعل والملموس.

من جانبه، عبّر رئيس الوزراء الرواندي عن رغبته في توسيع نطاق هذا التعاون، مقترحًا تبادل الخبرات في المجال الصحي، الذي يشكل أولوية قصوى للبلدين بعد تجربة جائحة كورونا وما أفرزته من دروس وتحديات.

هذه المكالمة، وإن جاءت في سياق دبلوماسي تقليدي، إلا أنها تؤشر على رؤية مشتركة نحو بناء شراكة إفريقية جنوب-جنوب تقوم على تبادل الكفاءات وتكامل القدرات وإرادة سياسية صلبة، وهو ما يجعل من المحور التونسي-الرواندي نموذجًا يحتذى به في التعاون القاري.

إن العلاقات بين تونس ورواندا، والتي لطالما تميزت بالاحترام والتقدير المتبادل، تدخل اليوم مرحلة جديدة من التكامل والتنمية المشتركة، ما يُنبئ بمستقبل واعد، يُجسّد فعليًا شعار “إفريقيا تُصنع بأيادي أبنائها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى