بقلم: يسري تليلي
في إطار تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون المثمر بين الجمهورية التونسية ودولة الكويت، احتضنت الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس يوم 2 جويلية 2025، محاضرة قيّمة ألقتها سعادة السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج الصباح، مساعدة وزير الخارجية الكويتي المكلفة بحقوق الإنسان، وذلك بحضور ثلّة من الشخصيات الدبلوماسية والكوادر التونسية الشابة.

تميّز اللقاء بحضور السيد محمد بن عياد، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، إلى جانب السيد رياض الدريدي، المدير العام للأكاديمية، وسفراء ودبلوماسيين عرب معتمدين بتونس، وعدد من الإطارات السامية بوزارة الخارجية، والدبلوماسيين الشبان المنتسبين للأكاديمية.
في مستهلّ محاضرتها، استعرضت سعادة الشيخة جواهر تجربة الكويت في مجال تعزيز حقوق الإنسان، مشيرة إلى التقدم الذي أحرزته بلادها في هذا المجال، مع التركيز على مقاربة تستند إلى العدالة الاجتماعية وكرامة الفرد. كما عبّرت عن إعجابها بالتجربة التونسية، لا سيّما في مجال تمكين المرأة ودعم ذوي الاحتياجات الخصوصية، مشيدةً بدسترة حقوقهم كركيزة أساسية للديمقراطية الناشئة.

وأكدت المسؤولة الكويتية على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لتطوير منظومة حقوق الإنسان بما يتماشى مع التحولات العالمية وتطلعات الشعوب العربية، مبرزةً دور الدبلوماسية في رعاية هذه المبادئ وتكريسها في السياسات الوطنية والإقليمية.
من بين النقاط الهامة التي تم التطرق إليها، الإشارة إلى الإرادة الصادقة لتفعيل مذكرة التفاهم بين الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس ومعهد ناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي، الموقعة خلال اللجنة المشتركة التونسية الكويتية في نوفمبر 2024. وقد أعلنت سعادة السفيرة عن استعداد الجانب الكويتي لاستقبال دفعة من الدبلوماسيين التونسيين الشبان ضمن برنامج تبادل وتكوين مشترك، وهو ما يعكس رغبة البلدين في إرساء نموذج متقدّم في الدبلوماسية العربية الحديثة.

من جهته، ثمّن السيد رياض الدريدي متانة الروابط التي تجمع تونس بالكويت، مؤكداً أن هذه الشراكة تعكس بعداً استراتيجياً في مجال التكوين الدبلوماسي وتبادل الخبرات، وتشكل قاعدة صلبة لتطوير أداء الأطر الدبلوماسية العربية.
وقد تميّزت الجلسة بروح التفاعل والانفتاح، حيث أجابت سعادة الشيخة جواهر على أسئلة الحاضرين من الدبلوماسيين الشبان، في حوار ثريّ جمع بين الخبرة والتطلّع، وجسّد رؤية مستقبلية لدبلوماسية عربية أكثر فاعلية وارتباطًا بقيم حقوق الإنسان.
لقاء حمل في طيّاته رسائل أمل وتأكيد على أهمية التعاون جنوب–جنوب، ليؤكد مرة أخرى أن الدبلوماسية ليست فقط جسراً بين الدول، بل أداة لنشر القيم الإنسانية المشتركة.
يسري تليلي
صحفي – مجلة TUNISIAMAG