
في خطوة استراتيجية جديدة لتعزيز الحضور التونسي في الأسواق العالمية، اختتم مركز النهوض بالصادرات (CEPEX) بنجاح جولته الترويجية متعددة القطاعات، والتي نظّمت من 25 إلى 29 ماي 2025 بكل من أوسلو (النرويج) وستوكهولم (السويد)، بالشراكة مع السفارات التونسية في المنطقة ومشروع “النفاذ إلى الأسواق للمنتجات الفلاحية والمحلية” (PAMPAT).
جاءت هذه الجولة ضمن الخطة الوطنية لتنويع الأسواق الخارجية وفتح آفاق جديدة أمام المنتجات التونسية، خاصة في الفضاء الاسكندنافي الذي يتميز بمتطلبات عالية للجودة والاستدامة، وهو ما يشكل تحديًا وفرصة في آنٍ واحد.
تمثيل تونسي مشرف
شاركت في هذه التظاهرة الاقتصادية سبع مؤسسات تونسية رائدة تنشط في مجالي الصناعات الغذائية والتجميلية، عرضت خلالها مجموعة متنوعة من المنتجات، من بينها زيت الزيتون البكر الممتاز، التمور، الطماطم المجففة، الأرضي شوكي، ومستحضرات التجميل الطبيعية. وقد لاقت هذه المنتجات اهتمامًا كبيرًا من الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، خاصة في ظل تزايد الإقبال في الأسواق الشمالية على المنتجات الصحية والعضوية.
برنامج غني وتفاعلي
تميّزت الجولة بتنظيم منتديات أعمال، معارض للمنتجات، عروض طهو حيّة أبهرت الحضور، إلى جانب لقاءات ثنائية (B2B) مع مؤسسات استيراد وهيئات اقتصادية كبرى، على غرار شركة BAMA النرويجية، هيئة Innovation Norway، وغرفة تجارة أوسلو. وقد شكلت هذه اللقاءات فرصة حقيقية لفتح قنوات شراكة مباشرة بين المصدرين التونسيين والمستوردين المحليين.
إمكانيات تصدير واعدة
تُشير التقديرات إلى أن السوقين النرويجي والسويدي يمثلان فرص تصدير تصل قيمتها إلى حوالي 85 مليون دولار. وتمثل هذه الجولة خطوة أولى نحو تموقع أقوى لتونس في هذه الأسواق المتقدمة، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي كبوابة بين أوروبا وإفريقيا، ومن السمعة المتنامية لجودة منتجاتها.
تونس تطرق أبواب العالم بثقة
يؤكد هذا الحدث مدى التزام تونس بتفعيل دبلوماسية اقتصادية ذكية، تفتح آفاقًا جديدة أمام منتجيها وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني. فالترويج الخارجي للمنتجات التونسية لم يعد خيارًا بل ضرورة، والمراهنة على الأسواق الواعية مثل السوق الاسكندنافي يثبت أن الرهان التونسي على الجودة والتجديد بدأ يُؤتي أكله.