تونس تجدد التزامها بحماية المحيطات وتعزيز التعاون المتوسطي:

كلمة الوزير محمد علي النفطي في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط

بقلم: يسري تليلي – صحفي ومتابع للشأن الديبلوماسي

في مشهد دبلوماسي يعكس الحضور التونسي الفاعل في المحافل الدولية، ألقى السيد محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، اليوم 11 جوان 2025، كلمة تونس الرسمية أمام مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط، المنعقد بمدينة نيس الفرنسية، مؤكداً على التزام تونس الثابت بحماية المحيطات وتعزيز التنمية الزرقاء.

التزام استراتيجي وسياسات متكاملة

أبرز الوزير في كلمته جهود الدولة التونسية في تنفيذ استراتيجية وطنية شاملة تهدف لحماية الشريط الساحلي والمجالات البحرية، مؤكداً أن هذه المقاربة تجمع بين البعد البيئي والاقتصادي، وتنسجم مع السياسات الإقليمية في الفضاءين المتوسطي والإفريقي.

كما أشار إلى أن هذه الاستراتيجية ترتكز على برامج دقيقة وخطط واضحة تسعى إلى التكيّف مع التغيرات المناخية وتنمية الاقتصاد الأزرق، بما يحقق التوازن بين الاستغلال المستدام للثروات الطبيعية وحماية التنوع البيولوجي البحري.

دعوة إلى تحالف متوسطي جديد

وفي موقف يعكس انشغال تونس المتزايد بالتحديات البيئية، دعا الوزير إلى تشكيل تحالف جديد بين دول الحوض المتوسطي لمجابهة خطر الانجراف البحري والتصحر الساحلي، وذلك من خلال اعتماد “أساليب الحماية الليّنة” والحلول المبنية على الطبيعة.

كما شدد على أهمية تعبئة الموارد المالية والتكنولوجية والعلمية، وتطوير الكفاءات البشرية لضمان فاعلية هذه الحلول، مع ضرورة تفعيل مبادئ التضامن والشراكة الدولية لمواجهة ظاهرة ارتفاع مستوى البحر وتأثيراته على المجتمعات الساحلية.

إشادة بالدور التونسي في الحوض المتوسطي

لم تغب عن كلمة الوزير الإشارة إلى ريادة تونس الإقليمية في مجال حماية البيئة البحرية، حيث ذكّر باحتضان تونس لمركز الأنشطة الإقليمية للمناطق ذات الحماية الخاصة، التابع لاتفاقية برشلونة، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات التونسية وقدرتها على قيادة المبادرات البيئية في المنطقة.

كما نوّه بالمبادرة التونسية الرائدة المتمثلة في إحداث صندوق ائتماني للعناية بالمناطق البحرية المحمية منذ سنة 2015، والذي ساهم في تنفيذ برامج تعاون فعّالة طالت 20 محمية بحرية وساحلية عبر المنطقة المتوسطية.

دبلوماسية زرقاء من أجل المستقبل

تُعد مشاركة تونس في هذا المؤتمر تأكيداً على انخراطها الفعلي في الجهود العالمية لحماية المحيطات، وعلى وعيها العميق بأن التحديات البيئية لا تعترف بالحدود، وأن مستقبل الأمن البيئي في المتوسط رهين بالتكامل والتعاون الصادق بين الدول.

وقد عبّرت كلمة الوزير النفطي عن رؤية دبلوماسية متجددة، تجعل من البيئة محورًا أساسيًا في السياسة الخارجية التونسية، في انسجام تام مع مبادئ التنمية المستدامة وأهداف الأمم المتحدة للأفق 2030.

يسري تليلي – صحفي متابع للسلك الديبلوماسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى