
بانغي – الثلاثاء 15 أفريل 2025
في خطوة تعكس التقدير الدولي للجهود التونسية في حفظ السلام، تم يوم الثلاثاء تكريم 128 عنصراً من وحدة المروحيات التونسية العاملة ضمن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، بمن فيهم 7 نساء، بأوسمة شرف نظير أدائهم المتميز خلال أربع سنوات من الخدمة المتواصلة.
وقد أقيمت مراسم التوسيم في قاعدة الكتيبة التونسية بالعاصمة بانغي، بحضور عدد من كبار المسؤولين العسكريين من البعثة الأممية والجيش الوطني لإفريقيا الوسطى. وتم خلال الحفل الإشادة بالاحترافية العالية والانضباط الذي أبدته الوحدة التونسية طيلة فترة مهمتها، والتي شملت تنفيذ عمليات جوية معقدة في بيئة أمنية متقلبة.
وشملت أنشطة الوحدة التونسية خلال السنوات الماضية ثلاثة مجالات محورية: العمليات الجوية، الدعم اللوجستي، ورعاية الموظفين. كما ساهمت بفعالية في مهام المرافقة الجوية والإجلاء الطبي في مختلف مناطق البلاد، مما ساعد على تعزيز قدرة البعثة الأممية على تنفيذ ولايتها.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، نوّه العقيد قائد الكتيبة التونسية بقدرة الوحدة على الاندماج السلس داخل المنظومة الأممية، معتبراً أن هذا النجاح يعود إلى التقاليد العريقة للجيش التونسي في مجال عمليات حفظ السلام، والتي تعود إلى سنة 1961 خلال أولى المشاركات في جمهورية الكونغو. كما ذكّر بمساهمات تونس في كمبوديا وهايتي ورواندا والصومال ومالي، إلى جانب تشغيل مستشفى ميداني في البوسنة، حيث حازت البعثات التونسية على شهادات شكر وتقدير من منظمة الأمم المتحدة.
وخلال الأشهر الستة الأخيرة، أنجزت وحدة المروحيات التونسية 218 مهمة جوية بإجمالي 787 ساعة طيران، دون تسجيل أي حوادث تُذكر، ما يعكس مدى الصرامة في تطبيق معايير السلامة الجوية ودقة التنسيق الميداني.
ويُعد هذا التكريم دليلاً جديدًا على التزام تونس المتواصل بدعم الأمن والسلم الدوليين، وتعزيز حضورها الإيجابي داخل المنظومة الأممية، خاصة في القارة الإفريقية التي تربطها بها علاقات تاريخية واستراتيجية.