المنستير تحتفي بالموروث التونسي: انطلاق الدورة الرابعة للأيام الترويجية للصناعات التقليدية في الفضاءات السياحية

بقلم: يسري تليلي

في أجواء احتفالية تعبق برائحة التراث والأصالة، احتضن أحد نزل المنطقة السياحية بالمنستير، مساء الخميس، الافتتاح الرسمي للدورة الرابعة من الأيام الترويجية للصناعات التقليدية بالنزل والفضاءات السياحية، التي تتواصل من غرة جوان إلى موفى أوت 2025، بمشاركة 40 حرفيا وحرفية من مختلف ولايات الجمهورية.

هذه المبادرة، التي أطلقها الديوان الوطني للصناعات التقليدية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للسياحة والجامعة الجهوية للنزل، جاءت في أعقاب جائحة كورونا، بهدف دعم الحرفيين وتمكينهم من فضاءات عرض جديدة داخل النزل السياحية، بعيدًا عن الأسواق التقليدية، مما يفتح آفاقًا جديدة للترويج للمنتوج التونسي وتعريف الزائر الأجنبي بثقافتنا العريقة.

ورشات حيّة وعروض حية من قلب التراث

تتميز هذه التظاهرة بورشات حيّة في عدة اختصاصات، منها الفخار والتطريز اليدوي وصناعة القصب، إلى جانب عروض مباشرة للباس التقليدي والأكلة التونسية، مما يمنح السائح فرصة نادرة لاكتشاف جوهر الصناعات التقليدية دون الحاجة إلى مغادرة النزل.

ويؤكد كاظم المصمودي، المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بالمنستير، أن التظاهرة تشهد تطورًا ملحوظًا من دورة إلى أخرى، سواء من حيث عدد النزل المشاركة أو تنوع الحرفيين، مضيفًا أن هذه المبادرة تمثل رافدًا اقتصاديًا واعدًا، عبر تشجيع السائح على اقتناء المنتوجات التونسية كصادرات غير مباشرة.

حرفيات يُجدّدن الذاكرة التونسية

من بين المشاركات، الحرفية حبيبة درويش، خريجة المعهد العالي للفنون الجميلة، والتي تشارك للمرّة الرابعة في هذه التظاهرة، حيث تعرض حليًا تقليديًا مصنوعًا من الحجارة والمرجان والعنبر، وهو ما لاقى استحسان السياح الذين يقبلون على هذه القطع الفريدة.

أما الحرفية سامية الصكلي، المختصة في اللباس التقليدي، فقد دعت إلى تعميم هذه المبادرة طيلة السنة، مؤكدة أنهم واصلوا المشاركة أسبوعيًا حتى في شهر رمضان، ما يدل على نجاح الفكرة واستمراريتها.

النزل تدعم وتوسّع المبادرة

من جهته، صرّح فواز بن حليمة، المندوب الجهوي للسياحة، بأن عدد النزل المشاركة ارتفع من 9 في الدورة الأولى إلى 20 نزلًا حاليًا، حيث خصصت كل وحدة فندقية يومًا أسبوعيًا للاحتفاء بالموروث الغذائي التونسي، مما يعكس تزايد التفاعل الإيجابي مع هذه التجربة.

وأفاد مدير أحد النزل المشاركة، ياسين زقام، بأن التجربة أثبتت نجاحها منذ انطلاقها، لاسيما لدى السياح البريطانيين الذين أبدوا إعجابهم الكبير بالمنتوجات التونسية. وأشار إلى أن مؤسسته وسّعت التجربة إلى ثمانية نزل أخرى، لما تحققه من إشعاع إيجابي لصورة تونس كمقصد سياحي غني بالتراث والثقافة.

صوت السائح: تجربة تسوّق وسط الراحة

وفي تصريحات لعدد من السياح، عبّروا عن إعجابهم بالفكرة التي تتيح لهم التعرف على التراث التونسي واقتناء منتجات تقليدية دون الحاجة لمغادرة النزل، ما يعزز تجربتهم السياحية ويخلق روابط ثقافية حقيقية مع تونس.

ختامًا، تمثل هذه التظاهرة مثالًا حيًا على كيفية إدماج الصناعات التقليدية ضمن المنظومة السياحية، لتكون أكثر من مجرد منتجات معروضة، بل تجربة متكاملة تنقل روح تونس إلى ضيوفها في أدق تفاصيلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى