بقلم: يسري تليلي
في خطوة تعبّر عن انفتاح جديد للمشهد الثقافي في تونس على التعبيرات الفنية الشبابية، احتضنت وزارة الشؤون الثقافية، مساء الثلاثاء 8 جويلية 2025، جلسة تحضيرية أولى خُصّصت للإعداد اللوجستي والفني والمالي لتنظيم الدورة الأولى من مهرجان “International Tunisia Rap Tour Festival”، وذلك بإشراف وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي، وبحضور أعضاء الهيئة الفنية وعدد من إطارات الوزارة.

ومن المزمع أن تنتظم هذه التظاهرة بين 17 و27 أوت 2025، داخل الفضاء التاريخي رباط المنستير، في انطلاقة أولى لمهرجان من المنتظر أن يتنقّل بين مختلف الجهات التونسية في كل دورة سنوية، بما يعكس توجهًا واضحًا نحو ثقافة اللامركزية والانفتاح على كافة الشرائح الاجتماعية والمناطقية.
منصّة للراب… ومنبر للطاقات الشابة
وخلال الجلسة، قدمت الهيئة الفنية تصورًا متكاملًا للمهرجان، من حيث البرمجة وتوزيع العروض الموسيقية واختيار الفنانين من داخل تونس وخارجها، بالإضافة إلى الترتيبات التقنية والإعلامية. وقد تم التأكيد على أن المهرجان لن يكون مجرّد تظاهرة موسيقية فحسب، بل فضاءً فعليًا لـالتعبير الحرّ ولقاء الثقافات، يوفّر الفرصة لفناني الراب الشبّان لتقديم تجاربهم والتفاعل مع جمهور متنوّع من مختلف الأعمار والآفاق.
من جانبها، شدّدت الوزيرة أمينة الصرارفي على أن الوزارة “منفتحة على كل الألوان الموسيقية دون استثناء، لأن لكل شكل فني مكانته ودوره ضمن المشهد الثقافي التونسي”، مضيفة أن هذا المهرجان يأتي في إطار دعم التنوع الفني وتوسيع مجالات التعبير والإبداع لدى الشباب.
رؤية جديدة للثقافة الحضرية
يمثّل “International Tunisia Rap Tour Festival” أكثر من مجرّد حدث فني؛ فهو مبادرة ثقافية تسعى إلى تثبيت الراب كجزء من المشهد الثقافي التونسي العام، وكوسيلة تعبير أصيلة تعبّر عن واقع الشباب وقضاياه، في انسجام مع تطور الذائقة الفنية المعاصرة.
وتعمل الهيئة المنظمة على إعداد ندوة صحفية مرتقبة خلال الأيام القليلة القادمة، ستُكشف خلالها البرمجة التفصيلية للمهرجان وقائمة الفنانين المشاركين، بما يضمن انطلاقة قوية ومؤثرة لهذا الحدث الثقافي الجديد.
فهل نشهد من خلال هذه الدورة الأولى انطلاق تقليد سنوي يعيد الاعتبار لفنون الشارع ويمنحها فضاءً مؤسسيًا؟
الأكيد أن تونس، بهذه المبادرة، تفتح نافذة جديدة للثقافة البديلة، وتُعلن من رباط المنستير أن للراب كلمته، وللشباب منصّته.