الدكتور شكري الشريف: كفاءة تونسية تُشرف في مئوية أحد أعرق معاهد البحث بألمانيا

بقلم: يسري تليلي

شاركت سفارة الجمهورية التونسية ببرلين يوم 10 جوان 2025، في احتفال متميّز نظّمه معهد آلات النسيج وتكنولوجيا المواد عالية الأداء (Institut für Textilmaschinen und Textile Hochleistungswerkstofftechnik – TMI) بمناسبة الذكرى المائة لتأسيسه، وذلك بدعوة خاصة من مديره، العالم والباحث التونسي الدكتور المهندس شكري الشريف.

ويُعد هذا المعهد، التابع للجامعة التقنية بمدينة دِرِسدن الألمانية، من بين أبرز المؤسسات الأوروبية والعالمية في مجال البحث والتطوير في تكنولوجيا النسيج، وقد عرف منذ إشراف الدكتور الشريف عليه سنة 2005، طفرة نوعية جعلته يحصد أكثر من 130 جائزة في مجالات الابتكار والبحث العلمي والتجديد الصناعي.

حضور البعثة الدبلوماسية التونسية لهذا الحدث العلمي والثقافي يعكس حرص الدولة التونسية، ممثلة في سفارتها ببرلين، على تعزيز روابطها مع الكفاءات التونسية المقيمة في ألمانيا، والاعتراف بإسهاماتهم المتميزة في تعزيز صورة تونس بالخارج.

زيارة السفارة أتاحت الفرصة للاطلاع عن كثب على أهم المشاريع البحثية التي يشرف عليها المعهد في مجالات النسيج المتطور والألياف الذكية، مع تطبيقات واعدة في قطاعات حيوية مثل الصناعة، الصحة، البناء والطاقة.

الدكتور شكري الشريف، ابن تونس البرّ، يُعتبر من أبرز الوجوه الأكاديمية والعلمية التونسية على الساحة الأوروبية، إذ نال سنة 2016 “جائزة المستقبل الألمانية” (Deutscher Zukunftspreis) التي يُسندها رئيس جمهورية ألمانيا لأبرز الابتكارات العلمية، كما تقلّد سنة 2017 وسام الاستحقاق الوطني للجمهورية التونسية اعترافًا بإسهاماته المتميزة وجهوده الرائدة في تمثيل الكفاءة التونسية في المحافل الدولية.

نجاحات الدكتور الشريف لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة مسيرة علمية طويلة مليئة بالتحديات والإنجازات، جعلت منه رمزًا يُحتذى لكل شاب تونسي طموح يتطلع إلى التميز في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا.

وفي زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى إعادة ربط العقول المبدعة بوطنها الأم، تبقى مثل هذه النماذج المضيئة شهادة حية على ما يمكن أن تقدمه الكفاءات التونسية في الخارج، إذا ما حظيت بالثقة والدعم والاعتراف المستحق.