الجم تستحضر مجدها الروماني في الدورة الثامنة لأيام “تيتدروس”
كتب جيلاني فيتوري
تستعد مدينة الجم العريقة يومي 10 و11 ماي 2025 لاحتضان الدورة الثامنة من تظاهرة “الأيام الرومانية بالجم – تيتدروس”، التي باتت موعداً سنوياً يحتفي بالتاريخ الروماني المجيد للمدينة ويعيد إلى الذاكرة وهج الحضارة التي مرّت من هنا.
افتتاح بفيلم وثائقي حول المتاحف
تُفتتح التظاهرة يوم الجمعة 10 ماي بعرض الفيلم الوثائقي “متاحف النجم”، الذي يسلّط الضوء على المتاحف والكنوز الأثرية في منطقة الساحل والوسط التونسي، ويكشف عن الدور الحيوي لهذه الفضاءات في حفظ الذاكرة التاريخية وصون التراث الروماني. يُنتظر أن يجلب العرض اهتمام الباحثين والمهتمين بالثقافة، لما يتضمّنه من مادة بصرية وتوثيقية ثرية.
غياب العرض الروماني السنوي بسبب الأشغال
في سابقة مؤسفة، لن يتم هذا العام تنظيم العرض الروماني الضخم داخل ساحة قصر الجم، والذي دأبت التظاهرة على تقديمه في كل دورة على امتداد يومين، وجذب آلاف الزوار لما يقدّمه من محاكاة حية للمعارك والطقوس العسكرية الرومانية. ويعود هذا الإلغاء إلى أشغال وصفت بالكارثية يشهدها المعلم الأثري، حالت دون إمكانية استغلال فضائه في هذه الدورة. وقد عبّر المشرفون عن أسفهم لغياب هذا العرض المحوري، مؤكدين أن التحضيرات كانت جاهزة، لولا المستجدات المرتبطة بوضعية القصر.
استعراض عسكري رمزي في الشوارع
ورغم ذلك، حافظت التظاهرة على روحها الاستعراضية، إذ سيُقام استعراض عسكري رمزي في الشوارع يوم السبت 11 ماي، ينطلق من مقر بلدية الجم وصولاً إلى الحديقة الخلفية لقصر الجم. يرتدي المشاركون زي الجنود الرومان ويعيدون تمثيل بعض الحركات والانضباط العسكري في مشهد رمزي يحتفي بالذاكرة العسكرية للإمبراطورية الرومانية.
ورشات ومعارض تفاعلية طيلة اليومين
كما تتضمن التظاهرة باقة من الورشات المفتوحة للجمهور، تشمل الفسيفساء، صناعة الفخار، الخط اللاتيني، والحرف التقليدية، إلى جانب معارض للصناعات اليدوية ومنتجات مستوحاة من الإرث الروماني. وتسعى هذه الأنشطة إلى تقديم تجربة تفاعلية تجمع بين التثقيف والترفيه، وتستهدف مختلف الفئات العمرية.
الجم… حين يتحوّل التاريخ إلى فضاء حي
رغم غياب العرض الرئيسي، تواصل أيام “تيتدروس” أداء رسالتها الثقافية والسياحية، مؤكدة أن مدينة الجم لا تزال قادرة على تحويل تاريخها إلى طاقة جذب وفضاء حيّ للذاكرة. وبين توثيق الماضي واستحضار أمجاده، تفتح الجم أبوابها من جديد لتقول إن تونس، بتاريخها المتجذر، ما تزال تُروى وتُكتشف.
