بقلم: يسري تليلي

في قلب تونس، وتحديدًا بين حجارة الزمن الخالدة في مدينة الجم، يستعد المسرح الروماني العريق لاحتضان واحدة من أعرق التظاهرات الثقافية في المتوسط: مهرجان ليالي الجم للموسيقى السيمفونية، في دورته الثامنة والثلاثين، من 12 جويلية إلى 16 أوت 2025.
ليالٍ ليست كباقي الليالي، تأخذ الزائر في رحلة سماعية تحت النجوم، حيث تمتزج عراقة المكان بسحر النغم، فتُولد لحظات من الجمال الخالص لا تعترف بالزمن.
موسيقى العالم… في قلب تونس
تُعدّ هذه التظاهرة الفريدة من نوعها بمثابة جسر ثقافي حيّ بين تونس والعالم، حيث تستقبل خشبة المسرح الأثري فرقًا سيمفونية عالمية مرموقة وقامات موسيقية مرهفة من مختلف القارات، ليُقدّموا أعمالاً خالدة من ريبرتوار الموسيقى الكلاسيكية، في تجربة سمعية وبصرية لا تُنسى.
وفي كل عام، تتحول الجمّ من مدينة صغيرة إلى عاصمة فنية يتقاطر إليها عشاق الموسيقى، الباحثون عن الجمال في أنقى تجلياته.
المسرح… حين يتنفس التاريخ موسيقى
ما يميّز مهرجان الجم ليس فقط البرنامج الفني الراقي، بل أيضًا الموقع الأسطوري الذي يحتضنه. فالمسرح الروماني بالجم، المدرج ضمن التراث العالمي لليونسكو، يشهد كل صيف بعثًا جديدًا يحيي ذاكرته المعمارية عبر الموسيقى.
صوت الأوتار يمتد بين الأعمدة الحجرية، والإضاءة الليلية تعكس ظلال العازفين على الجدران التي صمدت لقرون، في مشهد يأسر الحواس ويُذيب الحدود بين الفن والتاريخ.
برمجة مبهرة وحضور دولي
البرنامج الرسمي لهذه الدورة سيكون حافلًا بالأسماء الكبرى من أوروبا وآسيا وأمريكا، وسيشهد تقديم أعمال أوبرالية وسيمفونية ضخمة، إلى جانب عروض خاصة موجهة للجمهور الشاب.
ولم تغفل إدارة المهرجان عن الجانب اللوجستي، إذ يمكن اقتناء التذاكر إلكترونيًا عبر:
كما سيُعلن قريبًا عن تفاصيل النقل بالحافلات من مختلف الولايات لتسهيل التنقل إلى الجم.
الجمّ… عاصمة الصيف الثقافي في تونس
إلى جانب بعدها الفني، تُعدّ ليالي الجم مساهمة فعلية في تنشيط السياحة الثقافية في تونس، حيث يتوافد السياح والمقيمون الأجانب لحضور العروض وسط أجواء تراثية فريدة.
وفي وقت تبحث فيه تونس عن سُبل جديدة للترويج لصورتها الحضارية، يبقى مهرجان الجم عنوانًا ثابتًا للأصالة والانفتاح، وإحدى أنجح التجارب التي جمعت بين الفن الرفيع والتاريخ العريق.
دعوة إلى كل من يعشق الفن
الجمّ تنادي من جديد، فهل ستكون من بين أولئك الذين يلبّون نداء الجمال هذا الصيف؟
ليالٍ لا تُنسى تنتظركم في حضرة النوتة والحجر والنجوم.
🖋 يسري تليلي
صحفي ومهتم بالشأن الثقافي والسياحي