الجريمة التي هزّت منوبة: مقتل المحامية منجيّة المناعي… أصابع الاتهام تتجه إلى العائلة

منوبة – تونس
شهدت ولاية منوبة نهاية الأسبوع المنقضي جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها المحامية المعروفة منجيّة المناعي، في حادثة هزّت الرأي العام وأثارت صدمة داخل الأوساط القضائية والمجتمعية، لما تضمنته من فظاعة وتورّط محتمل لأقرب المقربين.

تم العثور على جثة الضحية محترقة وملقاة بمياه قنال مجردة خلف المركب الرياضي بالجهة. وقد كشفت الأبحاث الأولية وجود مؤشرات واضحة على أن الجريمة تمّت داخل منزلها قبل نقل الجثة والتخلّص منها في محاولة لإخفاء معالم الجريمة.

في مداخلة هاتفية ضمن برنامج “صباح الورد” على إذاعة الجوهرة أف أم، أكد غيث الهمامي، ابن أخت الضحية، أن السلطات الأمنية ألقت القبض على طليقها وأحد أبنائها، إلى جانب شخص ثالث يستغل محطة وقود على ملك الضحية، وذلك للاشتباه في تورّطهم بالجريمة. كما أشار إلى أن الابن الثاني، وهو شقيق توأم للموقوف، غادر البلاد قبل انكشاف تفاصيل القضية، وهو حاليًّا في حالة فرار.

التحقيقات كشفت أيضًا وجود آثار دماء وملابس محترقة داخل منزل الهالكة، مما يرجح فرضية التخطيط المسبق للجريمة ومحاولة طمس الأدلة بعد ارتكابها. وتم رفع الجثة إلى قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول لتحديد أسباب الوفاة بدقة، بناءً على إذن صادر عن النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة، والتي أذنت بفتح بحث تحقيقي رسمي في القضية.

الضحية، التي تحظى بسمعة طيبة في معتمدية وادي الليل، عُرفت بنشاطها المهني المستقل وحرصها على ممتلكاتها، ما يطرح احتمال وجود دافع مادي أو صراع عائلي قد يكون وراء الجريمة، خصوصًا بعد إقرار أحد المشتبه بهم (نجلها) بالمشاركة فيها.

وقد تعهد قاضي التحقيق الثالث بالمحكمة الابتدائية بمنوبة بمواصلة البحث في الملف، وكلف فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالجهة بجمع بقية المعطيات والقرائن، بالتوازي مع التنسيق الأمني لملاحقة الابن الفار خارج البلاد.

الجريمة، التي لا تزال التحقيقات جارية بشأنها، تُعد واحدة من أبشع الجرائم العائلية في تونس خلال الفترة الأخيرة، لما تحمله من دلالات مأساوية تتعلّق بخرق الروابط العائلية وتحويلها إلى مسرح عنف دموي.

النيابة العمومية، من جهتها، تؤكد أن الأبحاث ستشمل كل الأطراف المحتملة ولن يُستثنى أي شخص من التحقيقات إلى حين كشف الحقيقة كاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى