بقلم: يسري تليلي
في ظل الظروف الأمنية الدقيقة التي يمر بها لبنان، تتواصل المبادرات التونسية لتؤكد مجددًا أن الجالية ليست مجرد مقيمين في المهجر، بل سفراء للثقافة والإنسانية والانتماء.
يوم السبت 5 جويلية 2025، كان لقاءً دافئًا بامتياز جمع سعادة سفير الجمهورية التونسية بلبنان، السيد بوراوي الإمام، بعدد من أفراد الجالية التونسية من مؤسسي مبادرة “ورشات الياسمين”، وذلك بمقر إقامة السفير بالحازمية.
اللقاء حمل في طياته رسائل اعتراف وامتنان من أبناء الجالية للسلطات التونسية، التي لم تدّخر جهدًا في مرافقتهم والاحاطة بهم خلال الفترات العصيبة التي عاشها بلد الاعتماد. وقد عبّر الحاضرون عن تقديرهم الكبير للتنسيق المستمر والدعم المتبادل بين البعثة الدبلوماسية ومكونات الجالية، وهو ما أثمر سلسلة من الأنشطة والمبادرات التي تجاوزت حدود الروتين، لتلامس جوهر الهوية والانتماء.

“ورشات الياسمين” لم تكن مجرد مبادرة عابرة، بل كانت ملاذًا ثقافيًا وتربويًا، استهدفت النشء التونسي في لبنان بأنشطة فنية وتكوينية شملت المسرح والرسم والسينما والبستنة. ورغم الصعوبات والانقطاعات، بقيت هذه الورشات نبضًا ينبض بالإبداع، ومتنفسًا للأمل في ظل واقع مأزوم.
السفير بوراوي الإمام، في كلمته، لم يُخفِ إعجابه بالروح العالية التي يتمتع بها أفراد الجالية التونسية، مشيدًا بجهودهم في الحفاظ على صورة تونس الإيجابية بالخارج، وفي مواصلة العطاء رغم التحديات. كما أكد التزام البعثة بمرافقة هذه المبادرات النوعية، وتوفير ما يلزم لضمان استمراريتها وتوسيعها.
ما حدث في الحازمية لم يكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل محطة من محطات الوفاء والانتماء، تُكتب في سجل الجالية التونسية في لبنان بحروف من نور وياسمين. وهو تأكيد، مرة أخرى، على أن تونس وإن تباعدت المسافات، تبقى دائمًا في القلب والوجدان.