إبراهيم صوّة: مهندس تونسي يوقّع اسمه في خارطة النقل العالمية

✍️ بقلم: يسري تليلي – صحفي ومحرر مجلة TUNISIA MAG

في عالمٍ يتسابق نحو الابتكار والتطوّر، يبرز اسم إبراهيم صوّة كأحد النماذج الملهمة للنجاح التونسي في الخارج. من ولاية قفصة إلى أروقة أكبر شركات النقل العالمية، شقّ هذا المهندس التونسي طريقه بثبات ليصبح اليوم المدير العام لفرع شركة ألستوم الفرنسية، الرائدة عالميًا في مجال النقل المستدام والبنية التحتية.

🚄 من قفصة إلى “البراق”: قصة نجاح تتجاوز الحدود

بعد تخرّجه كمهندس، لم يرضَ إبراهيم بالبقاء في المساحات المألوفة. طموحه قاده ليشرف على مشروع القطار فائق السرعة “البراق” في المغرب، الذي يعدّ اليوم أسرع قطار في إفريقيا، رابطًا بين الدار البيضاء وطنجة. هذا المشروع لم يكن مجرد نجاح هندسي، بل نقلة نوعية في منظومة النقل الإفريقية، حملت توقيع مهندس تونسي آمن بقدراته ورفض الانغلاق داخل الحدود.

🌱 قطار الهيدروجين في ألمانيا: عندما تلتقي الهندسة بالاستدامة

نجاحاته لم تتوقف في المغرب. فقد كان إبراهيم أحد الأسماء البارزة في أول مشروع لقطار الهيدروجين في ألمانيا، المشروع الرائد الذي يضع العالم على سكّة جديدة نحو الطاقة النظيفة والمستقبل الأخضر. بقيادته لهذا التحدي، أثبت إبراهيم أنّ المهندس التونسي ليس فقط فاعلاً في المشهد الدولي، بل هو شريك أساسي في هندسة المستقبل.

💡 ما الذي يجعل قصة إبراهيم صوّة مميزة؟

ليست النجاحات هي ما يميّز مسيرة إبراهيم فقط، بل الإصرار والمثابرة والتشبّث بالهوية. في كل محطة من محطات مشواره، حمل اسم تونس عاليًا، مؤكداً أن الكفاءة التونسية لا تعرف المستحيل. لقد أثبت أن العمل الجاد، حين يُدعَم بالشغف والإيمان بالذات، يمكن أن يقود إلى إنجازات تعانق العالمية.

🇹🇳 دعوة للاعتزاز بكفاءاتنا الوطنية

في وقتٍ باتت فيه قصص النجاح عملة نادرة، تذكّرنا تجربة إبراهيم صوّة بضرورة الاحتفاء بكفاءاتنا الوطنية، وتسليط الضوء على من صنعوا الفارق في ميادينهم. لأنّ الشباب التونسي قادر على تحقيق المعجزات إذا وجد من يحتضن طاقاته، ويفتح أمامه الأبواب نحو التحدي والتألّق.

فلنرفع راية كفاءاتنا عالياً. فإبراهيم ليس استثناءً، بل هو برهان حي على أن في تونس طاقات تستطيع أن تصنع الفرق على الصعيدين العربي والعالمي. كل شاب تونسي قادر أن يكون قصة النجاح القادمة… فقط إن آمن بنفسه، وعمل بجد، وتسلّح بالأمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى