بقلم: يسري تليلي
على مدى ثلاثة أيام من التألق والإبداع، عاشت العاصمة العُمانية مسقط على وقع الأيام السينمائية التونسية، التي نظّمتها سفارة الجمهورية التونسية بالتعاون مع جمعية السينما العمانية، في تظاهرة ثقافية فنية استثنائية جمعت بين الصورة والصوت، واحتفت بتاريخ السينما التونسية وروّادها، وعرّفت بالجوانب الإنسانية والجمالية التي يختزنها الفن السابع في تونس.

وقد شمل البرنامج باقة من العروض السينمائية التونسية التي مثّلت مدارس واتجاهات مختلفة، عكست غنى التجربة التونسية في مجال السينما، وتنوّع المواضيع الاجتماعية والفكرية التي تتناولها. كما تميزت الفعالية بتنظيم محاضرات وحلقات نقاش حول نشأة السينما التونسية وتطورها، ودور المهرجانات الوطنية والجمعيات المختصة في النهوض بهذا القطاع، فضلاً عن تسليط الضوء على مساهمة السينما في نقل صورة تونس إلى العالم.

ما ميّز هذه التظاهرة أيضًا هو إدماج الفنون الموسيقية ضمن البرنامج، من خلال فقرات موسيقية قدّمها عدد من المواهب التونسية المقيمة بسلطنة عُمان، ما أضفى أجواءً احتفالية رائعة ووطّد جسور التواصل الفني بين الجالية التونسية والجمهور العُماني.

وشهد حفل الافتتاح الذي أقيم يوم 16 جوان الجاري حضورًا مميزًا جمع بين صنّاع السينما وممثلين عُمانيين، إلى جانب عدد من الضيوف التونسيين المهتمين بالفن السابع، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بمسقط، وشبكة أصدقاء البعثة، بالإضافة إلى حضور لافت لأبناء الجالية التونسية الذين تفاعلوا بكثير من الفخر والانتماء مع الحدث.
أيام السينما التونسية بمسقط لم تكن مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل مثّلت رسالة ديبلوماسية ثقافية عميقة، كرّست صورة تونس كبلد يؤمن بالإبداع والحوار الحضاري، وأكّدت على الدور الريادي للسينما كجسرٍ يربط الشعوب ويوحّد القيم الإنسانية النبيلة.
