
كتب منتصر ساسي
في خضم الاضطرابات المتزايدة التي تشهدها حركة النقل الجوي، برزت خلال الأيام الأخيرة حملة اتصالية واسعة من قبل بعض الجهات المعنية، وُصفت من قبل متابعين للشأن الجوي بأنها محاولة تعويمية تهدف إلى صرف الأنظار عن الإخفاقات الهيكلية في التسيير وسوء الاستعداد للموسم الصيفي.
وحسب مصادر مطلعة، فإن الأزمة الحالية تعود إلى سلسلة من الإخلالات، أبرزها التقصير في برمجة الصيانة الدورية للطائرات وعدم احترام الآجال المتفق عليها، مما أدى إلى نقص واضح في الأسطول الجاهز للعمل. كما تعمقت الأزمة مع استئجار طائرات تبين لاحقاً أنها تعاني من أعطال تقنية، ما فاقم من تأخر الرحلات واضطراب البرامج.
ويرى مراقبون أن العجز عن إيجاد حلول ناجعة وسريعة يعكس غياب الكفاءة والافتقار إلى المهنية في التعاطي مع الأزمات، في ظل ضعف التخطيط الاستراتيجي وغياب الرؤية الواضحة لتأمين استجابة ناجعة لفترة الذروة الصيفية التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في حركة المسافرين.
وسط هذا الوضع، تواصل الجهات المسؤولة إصدار بيانات وتصريحات تهدف إلى تهدئة الرأي العام وتقديم تبريرات للوضع الراهن، في وقت يؤكد فيه خبراء القطاع أن الحلول المستدامة لن تكون ممكنة دون معالجة جذرية لمشاكل الحوكمة، وتحسين الأداء التشغيلي، والارتقاء بمستوى الكفاءات داخل المؤسسة.