
بقلم: يسري تليلي
في سياق ديناميكية دبلوماسية اقتصادية نشطة، جاءت زيارة السيد Mourad Ben Hassine، رئيس المركز التونسي للنهوض بالصادرات – CEPEX (Centre de Promotion des Exportations de la Tunisie)، إلى بلغراد كخطوة جديدة نحو توسيع آفاق التعاون بين تونس وصربيا. الزيارة التي تمت يوم الجمعة 13 جوان 2025، تميزت بعقد اجتماع عمل رفيع المستوى مع كاتب الدولة الصربي المكلف بالتجارة الداخلية والخارجية، السيد Nikola Stojanović (Secrétaire d’État au Commerce intérieur et extérieur)، وبحضور سعادة السفيرة التونسية لدى صربيا، السيدة Imen Laajili Ammari (Ambassadrice de Tunisie en Serbie).

تكتسي هذه الزيارة أهمية خاصة، لا فقط لكونها تندرج ضمن الاستعدادات لمعرض EXPO 2027، حيث تمثل تونس نقطة محورية، بل أيضًا لأنها تعبّر عن إرادة سياسية واقتصادية صلبة لتوسيع نطاق الشراكة بين البلدين خارج الإطار التقليدي، لتشمل قطاعات واعدة ذات قيمة مضافة عالية.
المباحثات بين الجانبين كشفت عن تقارب في الرؤى، خاصة في ما يتعلق بضرورة فتح الأسواق أمام المنتجات التونسية، وتطوير التعاون في ميادين مثل الصناعات الغذائية، وصناعة مكونات السيارات، والطاقات المتجددة، والتكنولوجيا. وهي مجالات تشهد اليوم طفرة عالمية، وتملك تونس فيها قدرات تنافسية يمكن أن تُستثمر ضمن علاقات جنوب-شرق أوروبا.
ويبدو أن الجانب الصربي، من جهته، يُبدي اهتمامًا متزايدًا بالشراكة مع تونس باعتبارها بوابة إلى السوق الإفريقية، وهو ما يعزز من فرص التعاون الثلاثي، ويُعيد رسم خارطة المبادلات التجارية في ضوء التحديات الاقتصادية العالمية.
ما ميّز هذا اللقاء أيضًا، هو الطابع العملي للمقترحات، إذ اتُّفِق على ضرورة تنظيم منصات عمل مشتركة، ولقاءات B2B تجمع الفاعلين الاقتصاديين من الجانبين، مع التركيز على دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي تعتبر العمود الفقري لأي نسيج اقتصادي صاعد.
وفي هذا الإطار، يمكن القول إنّ هذه الزيارة ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل هي خطوة فعلية نحو بناء شراكة استراتيجية مبنية على المصالح المتبادلة، والرؤية المشتركة لمستقبل اقتصادي أكثر انفتاحًا وابتكارًا.
ختامًا، تبقى مثل هذه التحركات الدبلوماسية مدعوة لأن تُترجم إلى سياسات واقعية ومشاريع ملموسة، يكون لها الأثر المباشر على تحسين مناخ الأعمال ودفع عجلة التصدير التونسية نحو أسواق جديدة وأكثر استقرارًا.